
البرتغال تقول كلمتها: دعم إنساني لكرامة المغاربة ولمبادرة السلام في الصحراء
في لحظة صدق إنساني قبل أن تكون سياسية، أعلنت البرتغال عن دعمها الكامل للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، معتبرة إياها الأفق الأكثر عدلاً وواقعيةً لحل نزاع طال أمده، وأثقل كاهل أجيال من أبناء المنطقة، الباحثين عن الأمان والكرامة والاستقرار.
هذا الموقف لم يكن مجرد إعلان دبلوماسي، بل كان بمثابة اعتراف بحق شعب في تقرير مصيره داخل وطنه، بكرامة لا مساومة فيها. جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره البرتغالي باولو رانجيل في لشبونة، حيث صدر إعلان مشترك يُشيد بجهود المغرب الصادقة في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل يُرضي الجميع.
أكدت البرتغال أنها تفهم جيدًا ما تعنيه الصحراء للمغاربة، ليس فقط كأرض، بل كجزء من ذاكرة وهوية، وكأمل متجدد في بناء وطن يحتضن أبناءه جميعًا دون استثناء. وأشادت بما تبذله المملكة من جهود تحفظ الحقوق، وتضع الإنسان في قلب كل مشروع حل.
البيان المشترك لم يغفل التأكيد على ضرورة حل سياسي واقعي وعادل، وهو ما يدعو إليه القرار الأممي رقم 2756، القائم على التوافق والمشاركة، لا على الإقصاء أو الهيمنة.
وفي هذا السياق، يصبح الدعم البرتغالي أكثر من موقف سياسي؛ إنه رسالة إنسانية مفادها أن السلام الحقيقي يولد عندما تلتقي الإرادة السياسية بالعدالة التاريخية، وتُصغى الأصوات إلى من يعيشون الألم والتطلع على الأرض.
تحت قيادة الملك محمد السادس، تمضي المملكة المغربية بخطى ثابتة، لا تبحث عن انتصار سياسي، بل عن حل كريم ينهي المعاناة، ويزرع الأمل في قلوب الناس، ويعيد الاعتبار لمفهوم السيادة المشروعة في زمن تتغير فيه المبادئ.
هذه ليست مجرد صفحة جديدة في ملف سياسي، بل خطوة نحو مصالحة حقيقية مع التاريخ، ومع الإنسان، في منطقة تستحق أن تُروى فيها قصص البناء لا الانقسام، والتعايش لا الصراع.
