استجابة لنداء حركة “حماس” الداعي إلى حراك عالمي ضد التجويع في غزة، شهدت العاصمة المغربية الرباط، يوم الأحد، مسيرة جماهيرية حاشدة عبّر خلالها آلاف المواطنين عن رفضهم للحصار المفروض على القطاع، واستنكارهم للصمت الدولي حيال الجرائم الإنسانية المرتكبة من طرف الاحتلال الإسرائيلي، منذ ما يقارب العامين.
وتدفقت الحشود، رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، من مختلف المدن والتيارات السياسية والفكرية، لتأكيد موقفهم الثابت والمبدئي في دعم الشعب الفلسطيني، وتنديدهم بكافة أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
وجاءت هذه التظاهرة بدعوة من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وانخرطت فيها عشرات الهيئات والتنظيمات السياسية والحقوقية والنقابية، ذات التوجهات الإسلامية واليسارية، والتي كانت قد أصدرت دعوات للمشاركة المكثفة في هذه المسيرة التضامنية.
المشاركون رفعوا أعلام فلسطين وصور رموز المقاومة، كما حملوا لافتات وشعارات ترفض التطبيع وتدعو إلى مقاطعة المنتجات والشركات الداعمة للكيان الصهيوني. كما عبرت بعض الشعارات عن الغضب تجاه استمرار الدعم الغربي، لا سيما الأمريكي، للاحتلال.
ورددت الجموع شعارات قوية تعكس وحدة الموقف المغربي تجاه القضية، من بينها:
- “المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين”
- “مطبع يا جبان.. شعب المغرب لا يُهان”
- “الشعب يريد إسقاط التطبيع”
- “يا للعار يا للعار.. غزة تحت النار”
كما حملت اللافتات عبارات مؤثرة مثل:
- “لا ماء لا غذاء لا دواء.. فقط شلال الدماء والأشلاء”
- “غزة تموت جوعاً وعطشاً.. يا أموات المليار”
وتضمنت صورًا تجسد معاناة سكان غزة تحت الحصار، من طوابير انتظار الغذاء، إلى مشاهد الدمار وضحايا القصف.
إلى جانب التنديد بالجرائم الصهيونية والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها، ندد المشاركون بالموقف الغربي المنحاز، وعلى رأسه الدعم الأمريكي غير المشروط للكيان. كما وجهوا تحية خاصة للمواقف الشجاعة، أبرزها موقف المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز، التي أدانت صراحة سياسات الاحتلال تجاه المدنيين.
وأكد المحتجون أن إسقاط التطبيع مطلب شعبي وطني ملح، داعين إلى وقف جميع أشكال التعاون مع إسرائيل، بما في ذلك منع دخول السفن الحربية أو التجارية ذات الصلة، وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط وطرد من فيه.
كما شددوا على ضرورة التحرك الرسمي والشعبي لمحاصرة الاحتلال على المستوى الدولي، والضغط لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حتى نيل حريته واستقلاله.
